نحن مع غزة

Tuesday, February 24, 2009


السلام عليكم


دخلت المحاضرة متأخرة اليوم. وجدت مكانا بالبنش الثالث و لكن بالرغم من ذلك و كأننى لم أسمع الى حرف مما قاله المحاضر. أغلقت كشكولى بيأس و وضعت القلم فى الحقيبة و قررت أن اسجل المحاضرة لحين يتوفر وقت لإعادة سماعها. لم أكلم أحدا بعد انتهاء المحاضرة بل تظاهرت بالاستعجال و شققت
الصفوف الصاخبة الى باب الكلية.

فى الطريق للمنزل كنت أقبض بشدة على هاتفى و كنت أخرجه من الحقيبة كل ثلاث دقائق لأنظر فى الساعة. نظرت من النافذة و شرد ذهنى طويلا ثم أفقت على صيحة أحد الركاب : بعد إذنك يا آنسة.
عدت للتظاهر بالنظر فى الساعة ثم أخذت أصابعى تعبث بأزرار الهاتف: مكالمات لم يرد عليها، مكالمات مرسلة، مدة آخر مكالمة، اجمالى مدة المكالمات: أربع ساعات و سبع عشرة دقيقة
!
يا إلهى ماذا كنت أقول طوال هذه المدة؟ أعتدت أن أصفر عداد المكالمات عند بداية كل شهر، هل يعنى هذا أنى تكلمت كل هذا فى فترة أقل من ثلاث أسابيع! ناهيك عن باقى المكالمات التى اجريها من الهاتف الأرضى. تذكرت أخى: بعد ماتخلصى النص ساعة كلام ابقى اهدى علشان تحاولى تفهمى. كما تنهرنى امى كثيرا لأننى اتكلم و الطعام فى فمى: ما تبلعى، هى الدنيا هتطير؟

أدرت هاتفى ورمقته بأسى. ثم ضغطت زر الإغلاق و قذفتة داخل الحقيبة. و عدت لأنظر من الشباك.
أحسست بدوار وأنا اتذكر قصة سمعتها بالأمس :
فتى تعذرت فى فمة الشهادتين و شل لسانه فى أشد لحظات العمر حاجة اليه: المــــــــــــــــــــــــــــــــوت
وفى أمان الله